مطر
يقول الغريب لبائعة الحبز في ليلة
في شارع ضيق مثل جو ربيع
فتقول له
ليس أكثر من لفظة ومطر
مطر جائع للشجر
مطر جائع للحجر
ويقول الغريب لبائعة الحبز في ليلة
هل تصعد الآن رائحة الحبز منك
إلى شرفة في بلاد بعيدة
لتنسخ أقوالهم
هل يصعد الماء من كتفيك
إلى شجر يابس في قصيدة
تقول لغريب
يا له من مطر
يا له
من مطر
ويقول الغريب له ليلة
ينقصني نرجس
كي أحدق في الماء مائك في جسد
حدقي أنت في ماء أحلامك
تجد الميتين على ضفتيك
يغنون لسه
ليلة لا تتركين وحيد
مثل الطم
يا له من مطر
يا له من مطر
ويقول الغريب له ليلة
كنت أحارب في خندقيك
ولم تبرئي من دم الآسيوي
ولم تبرئي من دم مبهم في شرائين وردك
ليلة
كم كان إغريق ذاك الزمان خسارة
وكم كان أوليس وحشاً
يحب الصدر
باحثاً عن خرافتي
الصدر
الكلام الذي لم أقوله لها
كله
والكلام الذي قلته
لم أقوله
لكن هلين تعرف ما لا يقول الغريب
وتعرف
ماذا يقول الغريب برائحة تتكسر
تحت المطر
فتقول له
حرب طروادة لم تكن
لم تكن أبداً
يا له من مطر
يا له من مطر