اشتركوا في القناة
وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله
فقال صلى الله عليه وآله وسلم
الله الواحد الصمد
ثلث القرآن
هذه السورة نزلت بعد أن قال المشركون
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
صف لنا ربك
فأنزل الله قل هو الله أحد
أي هو سبحانه واحد متفرد بالجلال والعظمة
ولا أحد يستحق العبودية
إلا هو لا معبود بحق
إلا هو سبحانه وتعالى
ثم قال الله الصمد
وأجمع ما قيل في معنى هذه الآية العظيمة الجليلة
الكامل في صفاته
من احتاج إليه جميع مخلوقاته
فهو سبحانه وتعالى مستغني عن كل ما سواه
والكل محتاج إليه
وهو سبحانه وتعالى المقصود في قضاء الحوائج
الله الصمد لم يلد ولم يولد
في هذه الآية رد على ثلاث طوائف من بني آدم
المشركون الذين عبدوا الله والملائكة
وقالوا إن الملائكة إناث وهم بنات الله
ورد على اليهود الذين قالوا عزير بن الله
ورد على النصارى الذين زعموا أن المسيح ابن الله
ففي هذه الآية رد على هذه الفئات
التي نسبت لله عز وجل الولد
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
أي لا شبيه
ولا مثيل ولا نظير له سبحانه وتعالى
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ثم تأتي سورة الفلق والناس المعوذتان
أنزل الله عز وجل هاتين السورتين
بعد أن سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من لبيد بن الأعصم يهودي في المدينة
سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فدع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى شفاه الله عز وجل بهاتين السورتين
أنزلهم الله
جبريح عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بالمعوذتين
بسم الله الرحمن الرحيم
ألتجأ وأتحصن وألوث
بالله سبحانه وتعالى
رب الفلق أي الصبح
وهو سبحانه وتعالى فالق الأصبح
قل أعوذ برب الفلق
من شر ما خلق
أي ألتجأ وتحصن وألوث
من شر ما خلق من البهاء
ومن الإنس ومن الجن
ومن جميع المخلوقات حتى النفس
التي بين جنبي
فإن النفس أمارة بالسوء كما أخبر الله عز وجل
من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب
الغاسق هو الليل إذا أظلم أو القمر إذا غاب
روي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها
أنها كانت جالسة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فرأى القمر فقال لعائشة رضي الله عنها وعن أبيها
استعيذي بالله من هذا فإنه الغاسق إذا وقب
أو كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد
ومن شر الساحرات التي تنفثن في العقد
عقد السحر بعد أن تعقد السحر
والنفث إخراج الهواء من الفم من دون ريق
ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد
والحسد نوعان
نوع يتمنى زوال الخير الذي عند الغير مع انتقاله إليه
والآخر يتمنى زوال الخير الذي عند الغير وإن لم يتحصل عليه
والعياذ بالله وهذا أشد وأخطر وأفتك
في هذه السورة سورة الفلق
يأمر الله عز وجل نبيه وأمته من بعده
الاستعادة من أربع أشياء
من شر ما خلق من عموم المخلوقات
ومن شر الغاسق إذا وقب
ومن شر النفاثات في العقد
ومن شر الحاسد إذا حسد
أما في سورة الناس
قل أعوذ برب الناس
ملك الناس إله الناس
من شر الوسواس الخناس
فالاستعادة من شر واحد
وهو أخطر من الأربع السابقة في سورة الفلق
وهو الوسواس الخناس الشيطان
الذي يوسوس في صدر الإنسان خفية
حتى أحيانا ما يخطر على بال الإنسان أنه يوسوس إليه
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
أي ألتجء وأتحصن وألوذ بالله سبحانه وتعالى
رب الناس خالقهم ومالكهم وإلههم
الذي لا تصرف عبادته
ثلاثهم إلا له سبحانه وتعالى
من شر الوسواس الخناس
أي من شر الشيطان الذي يوسوس
والوسواس هو الإعلام خفية
فيلق الشيطان في القلب الشبهات والشهوات
حتى أن الإنسان أحيانا ما يستوعب أن الشيطان الآن قاعد يزيله الشر
من شر الوسواس الخناس
وسمي بالخناس لأنه يخنس ويصور ويذل
إذا ذكر الله عز وجل واستعيد بالله عز وجل
من شر الوسواس الخناس
الذي يوسوسه في صدور الناس
من الجنة
والناس أي من شياطين الجن ومن شياطين الإنس بهذه السورة
نكون قد انتهينا من السلسلة
نسأل الله عز وجل أنها تكون مفيدة وماتعة بإذن الله عز وجل
ونسأله سبحانه وتعالى حسن الفهم وحسن التدبر وحسن العمل
فنكون من أهل القرآن الذين يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه
ويقرؤونه كما أنزل
ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا
ودهاب همومنا وغمومنا وأن يجعله سابقنا إلى جناته جنات النعيم
هذا والله أعلى وأجل وأعلم
وصلى الله على سيدنا محمد
ويزاكم الله خير على حسن المتابعة
Đang Cập Nhật