بسم الله الرحمن الرحيم
رجع الإخوة تسعة
بعد أن ذهبوا أحد عشر
بقي بن يامين وأخوهم الكبير في مصر
وهم في طريقهم قافلون
يفكرون كيف سنقنع أبانا بما حصل
كيف سنجيبه وقد أخذ علينا المواثيق والعهد علينا على الله
أن نرجع له بن يامين
ماذا سنقول له خائفون
حتى وصلوا إلى يعقوب عليه السلام
دخلوا عليه تسعة
أين البقية؟
أين بن يامين؟
ما الذي حصل؟
ما الذي جرى؟
يا أبانا
إن ابنك سرق
بن يامين يسرق؟
يعرف من بن يامين
يعقوب يعرف ولده
إن ابنك سرق
وما شهدنا إلا بما علمنا
وما كنا للغيب حافظين
تبت تأكد من كلامنا
واسأل القرية التي كنا فيها
والقوافل اللي كانت معانا
والعيرة التي أقبلنا فيها
وإنا لصادقون
على طول رد عليهم
أنا ما أصدقكم
عقب اللي سويته في يوسف
وهو صغير
مستحيل أصدقكم
يعرفهم يعقوب عليه السلام
قال بل سولت لكم
أمانا
أنفسكم أمرا
فصبر جميل
الله يصبرني على هذه المأساة
يا رب
أبي الصبر الجميل
فصبر جميل
عسى الله
أن يأتيني بهم جميعا
أنا اللي حمد فائل
إنه يرجع يوسف مرة ثانية
ويرجع بن يامين
ويرجع أخوهم الكبير
عسى الله
ويرجع أخوهم الكبير
ويرجعوا أن يأتيني بهم جميعا
إنه هو العليم الحكيم
أقنعوا أبوهم
ما اقتنع
راحوا
جلسوا بروحه
وانعزل عنهم
وظل أيام يبكي
وتولى عنهم
وقال
يا أسفة
على يوسف
الله
الآن فقدان بن يامين
أجج له المشاعر
القديمة
تخيلوا
بدأ يجلس ويتذكر يوسف
بعد عشرات السنين
الأب ما ينسى ولده
خاصه ما يدري حي ولا ميت
وتولى عنهم
وقال
يا أسفة على يوسف
ومن كثر بكاءه
عميت عيناه
فقد بصره
وبيضت عيناه
من الحزن
فهو كظيفة
وزئارس







يا عيالة
يا عبانا
بن يامين
يرجع
أخونا الكبير
يرجع
لطيفة
بس ما يسير تذكري يوسف
قالو تالله
تالله تفتأ تذكري يوسف
يعني بن يامين ما يخالف
أخونا ما يخالف
لكن يوسف
ليه الحين بعد عشرات السنين
وأنت الآن تذكر يوسف
قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف
حتى تكون حرضا
أنت الآن صرت أعمى
راح تموت
أو تكون من الهالكين
قال ما عليكم مني
أنا ما اشتكيت لكم الحال
أنا أبكي بيني ومن رب العالمين
أنا حزني
ما أبث لكم أنتم
أنتم ما تهموني
أنا الأمر هذا بيني
وبين رب العالمين
قال إنما
أشكو
بثي وحزني
إلى الله
بكائي بيني
وبين الله دعائي بيني
وبين الله أملي بالله
ولا يخيب الظن بالله
الله
تخيل هذا الأب الكبير
اللي عميت بصره من البكاء
على العيال الثلاث بالذات
يوسف
بيضت عيناه من الحزن
إنما
أشكو
بثي وحزني
إلى الله
وأعلم من الله
ما لا تعلمون
وبعد أيام
من البكاء والحزن
جاء العيالة يا بني
لا تقعدون عندي
وروحوا
شنسوي يا أبانا
ابحثوا عن يوسف
يوسف
يوسف راح خلاص
لا ما رح
يا بني يذهبوا
فتحسسوا من يوسف وأخي
رجعوا لي يوسف
ورجعوا لي بن يامين
صحب
لكن الثقة بالله كبيرة
والأمل بالله كبير
يا بني يذهبوا
فتحسسوا من يوسف وأخي
ولا تيأسوا من روح الله
لا تيأسوه
إنه لا ييأس من روح الله
إلا القوم الكافرون
مهم صدقين أبوهم لكن قالوا ما يخال
حاضر
اللي تقول يا أبانا إحنا حاضرين
رح نرجع مصر مرة ثانية
وندور على يوسف مع أن ما عندهم أمل
لكن بس عشان أبوهم
والأب جالس يبكي
وقد عمي بصره
رجع الإخوة مرة أخرى
إلى مصر قافل
من أوصلوا
كتب السماء
إلى البشر
ما الشمس
من نور
النبوة
ما القبار
فقفوا على
أثارهم
رجع الإخوة التسعة
إلى مصر وقد تملكهم
الحزن واليأس
كيف سيجدون يوسف
يوسف راح خلاص
وما عندهم حتى بضاعة يذهبون بها
إلى عزيز مصر
البضاعة مزجاة ما عندهم شيء
دشن على العزيز
شنسوي
ذهبوا إلى مصر
وانتظروا دورهم في دخول القصر
فأخبر يوسف عليه السلام
أن
الإخوة
رجعوا مرة أخرى
اللي من الشام
فأدخلهم يوسف
وقد علاهم الحزن
وعلاهم الذل
والإنكسار
فلما دخلوا
عليه
قالوا
يا أيها العزيز
شوف الدنيا
شون تدور
قالوا
يا أيها العزيز
مسنا وأهلنا الضر
أبونا من شدة البكاء
راحت عينا
والظر أصابنا كلنا
مسنا وأهلنا الضر
وجئنا ببضاعة
مزجاة
مزجا
البضاعة اللي جايبينها
ما تسوى شيء
وجئنا ببضاعة
مزجا
فأوفلنا
الكيل وتصدق
علينا
الآن يطلبون صدقة
الآن التبادل
ما في تبادل
الآن يابون العزيز يتصدق عليهم
مثل الفقراء
عند الغني
المتسولون
على باب ذلك العزيز
فأوفلنا الكيل
وتصدق علينا
منكسرين كلهم
إن الله يجزي المتصدقين
إني يوسف
خلاص
الرحمة ملكت قلبه
ورحمته تسبق
إني في قلبه
خلاص الدروس
كافية
بس خلاص
اللي سويت فيهم كافي
بدأ يتكلم معهم
بلغته العبرانية
الآن المترجم
ما لا داعي مترجم
تعجبوا
قاعد يتكلم معانا بلغتنا
قال هل علمتم
هل علمتم
ما فعلتم
بيوسف وأخي
شنو
تذكرون شنو سويته في يوسف
مع أنهم ما قالوا لا
تذكرون شنو سويته
بيوسف وأخوه
وعطاهم العذر
إذ أنتم جاهلون
قال هل علمتم
ما فعلتم بيوسف وأخي
إذ أنتم جاهلون
بدأ يتكلم معهم بالعبراني
بدأ يشوفون الملامح
بدأ يتذكرون
بدأ يعطيهم تفاصيل
اللي صارت بينه وبين يوسف
ما حد يعرفه
إلا يوسف
قالوا
إنك لأنت يوسف
أنت يوسف
واحد قالها
الثاني أكد
الثالث شاك
بعضهم مؤكدين
وبعضهم متشككين
أإنك لأنت يوسف
إني قال لهم الصج
قالوا أنك لأنت يوسف
قال أنا يوسف
وهذا أخي بن يامين
قال أنا يوسف
وهذا أخي
قد من الله علينا
إنه من يتق ويصبر
إنه من يتق ويصبر
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
جلس الإخوة العشر يبكون
يبكون على ما صنعوا بيوسف
يبكون على ما صنعوا بيوسف
يبكون على أيامهم كيف ضاعت
يبكون على الحالة التي وصلوا إليها
وكيف يوسف عليه السلام
الآن صار عزيزاً على أرض مصر
يبكون على حالهم ومآلهم
يبكون بين يدي يوسف عليه السلام
قالوا أإنك لأنت يوسف
قال أنا يوسف
وهذا أخي قد من الله علينا
إنه من يتق ويصبر
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
قالوا تالله
يقسمون
لقد آثرك الله علينا
شوف الله شون قدمك علينا يا يوسف
قالوا تالله
لقد آثرك الله علينا
وإن كنا لخاطئين
الآن كسرت قلوبهم
الآن اعترفوا بخطأهم
لكن يبقون أخوان
أخوان
تتوقعون يوسف شرح يسوي فيهم
الله
الآن وقت
يستطيع أن يفعل كل شيء
القدرة الآن موجودة
هو العزيز وهم الفقراء المحتاجين
المساكين المنكسرين
واعترفوا بذنبهم
تتوقعون شرح يسوي فيهم
رموه في البئر وكادوا يقتلونه
عنفوه وشتموه وسبوه
أبعدوه عن أبيه عشرات السنين
كانوا سببا لفتنته في القصر
كانوا سببا لدخوله السجن
كانوا سببا لكل هذا البلاء
شرح يسوي فيهم الآن
قال لهم
لا تثريب عليكم اليوم
لا تخافون
لا أحد سيعنف عليكم من اليوم
وصاعدا
قال لا تثريب عليكم اليوم
لن أؤخذكم
ولن أتكلم عليكم
ولن أعنف عليكم
لا تثريب عليكم اليوم
وبس جديد دعا لهم
يغفر الله لكم
وهو أرحم الراحمين
تخيل منظر لقاء الإخوة
تخيل منظر العفو الحين
يوسف يعفو عن إخوانه
تخيل هذا المشهد الجميل في ذلك القصر
وهم يبكون نادمين
بعدها قال شنو أحوال أبي
قال أبانا فقد بصره من البكاء عليك
ونزال يتأمل رجوعك
قال خذ قميصي هذا نزع قميصه
قال وما نفعل بقميصك
قال اذهب بقميصي هذا إلى وجه أبي
ألقوه على وجهه
ليش سيرجع بصيرا
يهوذة أحد أبناء يعقوب
قال أنا اللي أخذ القميص
قالوا ليش
قال أنا اللي جبت القميص اللي عليه الدم
وقلت له أن ابنك أكله الذئب
أبي أكفر عن ذنبي
أنا بجيب القميص الحين
وسأذهب به إلى أبي
من أوصل كتب السماء إلى الله
لا شمس من نور النبوة ما القمار
فقفوا على أثارهم
القافلة رجعت من مصر إلى يعقوب عليه السلام
هالمرة غير
هالمرة فرحانين
هالمرة مستانسين
يبوني الحقون بشرون أبوهم
بخبر يوسف وبن يامين
يا لها من فرحة
القافلة رجعت من مصر إلى يعقوب عليه السلام
ما وصلت للحين حق يعقوب
ويعقوب ما يبصر وعند أصحابه
جالسين جاءت الريح
وحملت رائحة
يوسف من القميص
وصلتها لمن
ليعقوب عليه السلام
ولما فصلت
العير قال أبوهم
يقول حق أصحابه
إني لأجد
ريح يوسف
إني لأجد
ريح يوسف لولا
ريح يوسف
ليل حين تذكر ريح يوسف
رائحته من عشرات السنين
الأب ما ينسى ريحة ابنه
إني لأجد
ريح يوسف
لولا أن تفندون
أخاف أقول لكم هالكلام
تقولون عني مجنون
تقولون عني خرفت
تقولون عني ما تقولون
ردوا عليه قالوا نعم
ونقول لك هذا الكلام
تالله إنك لفي
ضلالك القديم
أنت من عشرات السنين
وأنت في ضلال يا يعقوب
ليل حين تذكر يوسف
خلاص انساه
خلاص الوضع انتهى
الوضع راح
شوف أصحابه شو يقولون له
وهو يقول لهم لا لا لا
أشم ريحة يوسف
وليل حين القافلة ما وصلت
ويقول لهم أجد رائحة يوسف
الله
شوف الأب
اللي قلبه معلق بابنه
وليل حين تذكر ريحته
إني لأجد ريحة يوسف
ووصل منه
ركض يهودة
البشير شاير القميص
وسبق القافلة
يبي بشر أبوه
فلما أن جاء
البشير
يا أبي البشارة
يا أبي البشارة
يا أبي البشارة
ويعقوب الحين أي بشارة تلك
بن يامين ولا الكبير ولا يوسف
فلما
أن جاء البشير
ألقاه على وجهه
فارتد بصيرا
أول ما دخل يهودة
أخذ القميص وحط على وجهه
الأبو شم ريحة منه
شم ريحة يوسف
من الفرح
ومن السعادة
رجعت لها بصرة
ترى الرحمة من الله سبحانه وتعالى
هذه معجزة
فلما أن جاء البشير
ألقاه على وجهه
فارتد بصيرا
يا أبي أبشر
يوسف حي
يوسف موجود
يوسف نعم أين هو
هو في مصر
تجمع الإخوة عند أبيهم
يقولون يا أبي
أين هو
قال هو الآن عزيز مصر
بل هو أعلى رجل في مصر كلها
يوسف
وكيف تركتموه
تركناه ملكا على مصر
لا أسألكم عن الملك
أسألكم عن الدين
كيف تركتموه
قالوا تركناه على الإسلام
قال هذه نعمة من الله قد تمت
قال ألم أقل لكم
إني أعلم من الله
ما لا تعلمون
تخيل
فرحة يعقوب عليه السلام
تلك اللحظة
إن يوسف حي
إن بن يامين موجود
تخيل الفرحة
وهم إخوانا
جالسين إخوان يوسف
ويترجون أبوهم
يا أبي أبوه
يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا
إنا كنا خاطئين
قال سوف أستغفر لكم ربي
ليحن القلب
متألم
ما استغفر لهم على طول
قال رح استغفر لكم لكن بعدين
وقيل انتظر آخر الليل
عشان يدعو لهم
تجهزت العائلة كلها
كانوا عشرات
عيالهم وأحفادهم
كثيرين
تجمعوا لهم
وسمعوا كلهم
ورجعوا قافلة
معهم
يعقوب ذلك الشيخ الكبير
وليا الأخت الكبيرة
ليست أم يوسف
بل خالته
رجعوا جميعا
إلى مصر
ويعقوب يسرع المشي
مع أنه شيخ كبير
يبي يلتقي مع ابنه
فلما وصل
وإذا بيوسف عليه السلام
قد خرج في انتظاره
ومعه الوفد
وأهل مصر
كلهم يحبونه
ويجلون يوسف عليه السلام
الذي أنقذهم
الخدام
الوزراء
الحاشية
الشعب كله خرج
وإذا
بيعقوب قد دخل
وزوجته
وأولاده الأحد
عشر
العشرة
وبنيامين موجود
كلهم قد دخلوا
أراد يوسف أن يبدأ أباه بالسلام
فمنعه الناس
قالوا لا لا يصح هذا
انتظر حتى يأتيك
فلما وصل
سلم يعقوب على ابنه
فرد يوسف السلام
فانحنى الأب
وانحنت لي زوجته
وانحنى الأولاد كلهم
حتى بنيامين
تحيتهم في ذلك الزمان
هذا سجودهم سجود تحية
جاء ديننا فمنع
لكن في دينهم كان مشروعا
سجد الجميع
قال يا أبتي
تذكر
هذا تأتيك
تأويل رؤياي من قبل
يوم كنت غلام
قد جعلها ربي حقا
وقد أحسن بي
إذ أخرجني من السجن
وجاء بكم من البدو
ما قال أنتوا اللي جيتوا
الله اللي جابكم
يبي يرفع عنهم الحرج
من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي
يجتمع الكل في القصر
هذه قصة دخول إسرائيل وبني إسرائيل إلى مصر

إهني دشوا
لكن بعد مئات السنين
راح يطلعون مرة ثانية
ويرجعون إلى بلادهم
تجمع الإخوة عند يوسف عليه السلام
وأخذ يوسف يدعو ربه ربي
قد آتيتني من الملك
وعلمتني من تأويل الأحاديث
فاطر السماوات والأرض
أنت ولي في الدنيا والآخرة
شمت بيوسف بعد هذا كله
بعد هذه النعمة كلها
يبي طلب واحد
توفني مسلما
توفني مسلما
وألحقني بالصالحين
هذه أمنية الكبرى في هذه الحياة
وبعد سنوات
توفي الأب
يعقوب عليه السلام
بعد أن وصى بنيه
باتباع الإسلام ودين الإسلام
ووصى أبناءه
أن يرجعوه مرة أخرى
ويدفنوه عند أبيه إسحاق
في مكان الذي دفن فيه جده إبراهيم الخليل
وفي مكان الذي دفن فيه جده إبراهيم الخليل
فعلا صلي على يعقوب عليه السلام
ثم عاد يوسف مع إخوانه
ليدفنوا أباهم في فلسطين مرة أخرى